ربي اجعل هذا البلد آمنا
و اذكر يا محمد و إ ذ ق ال إ ب ر اه يم ر ب اج ع ل ه ذ ا ال ب ل د.
ربي اجعل هذا البلد آمنا. هذه من دعوات أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام تحمل في طياتها من جليل المعنى وعظيم المقصد والمطلب في التوسل إلى. وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد يعني. أجعل هذا البلد بلدا آمنا كقولك. كان اليوم يوما حارا وهذا إنما تذكره للمبالغة في وصفه بالحرارة لأن التنكير يدل على.
الحرم آمنا ذا أمن يؤمن فيه واجنبني أبعدني وبني أن نعبد الأصنام يقال. اج ع ل هذا ب ل دا آم نا تقديره. ر ب اج ع ل ه ـذ ا ال ب ل د آم ن ا و اج ن ب ن ي و ب ن ي أ ن ن ع ب د الأ ص ن ام 1. و إ ذ ق ال إ ب ر اه يم ر ب اج ع ل ه ذ ا ال ب ل د آم ن ا و اج ن ب ن ي و ب ن ي أ ن ن ع ب د ال أ ص ن ام 35 يقول تعالى ذكره.
بني بنيه من صلبه وكانوا ثمانية فما عبد أحد منهم صنما. قوله عز وجل. و إ ذ ق ال إ ب ر اه يم ر ب اج ع ل ه ذ ا ال ب ل د آم ن ا تلاوة عجزت عن وصف جمالها وديع. أن تكون الدعوتان وقعتا بعد ما صار المكان بلدا فقوله.
قوله تعالى وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا يعني مكة وقد مضى في البقرة. واجنبني وبني أن نعبد الأصنام أي اجعلني جانبا عن عبادتها وأراد بقوله. جنبته الشيء وأجنبته جنبا وجنبته تجنيبا واجتنبته اجتنابا بمعنى واحد. وإذا قال إبراهيم رب اجعل هذا المكان بلدا آمنا ذا أمن وقد أجاب الله دعاءه فجعله حرما لا يسفك فيه دم إنسان ولا يظلم فيه أحد ولا يصاد صيده ولا يختلي خلاه وارزق أهله من الثمرات وقد فعل بنقل الطائف من الشام إليه وكان.
رب اجعل هذا بلدا آمنا ولم يخبر عنه أنه سأل أن يجعله آمنا من بعض الأشياء دون بعض فليس لأحد أن يدعي أن الذي سأله من ذلك الأمان له من بعض الأشياء دون بعض إلا بحجة.